آخر أخبار من "شبكة النبأ"


شبكة النبأ
منذ 10 دقائق
- سياسة
- شبكة النبأ
مفهوم التعددية وتطبيقاته عند الامام الشيرازي
شكل السيد محمد الشيرازي علامة فارقة في الفكر الإسلامي المعاصر، لا سيما في تناوله لمفهوم التعددية بمستوياته المختلفة، وقد استطاع أن يقدم رؤية إسلامية عقلانية وإنسانية للتعدد، تنبع من القرآن والسنة، وتدعو إلى احترام الاختلاف، وتغليب الحوار، وتكريس الشورى، ونبذ الاستبداد والتسلط، وتعزيز ثقافة الحوار ودعم الافكار الداعية لنشر... تعد التعددية من أبرز المفاهيم التي يتم تناولها بشكل متعمق ومفصل، لما تمثله من فكرة محورية تنبثق من حتمية التنوع الكوني والانساني، وقد غابت عن تناول الكثير من المفكرين والإسلاميين ولم يكن هناك سعي مستدام لتأصيل هذا المفهوم ضمن الإطار الإسلامي، بما ينسجم مع قيم الإسلام وتعاليمه التي دعت الى الحرية ورفع الاكراه وتمكين الارادة، وقد برز المرجع الديني الراحل والمجدد الإسلامي البارز الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي، كأبرز المنظرين في هذا المجال. لقد خص الشيرازي (رحمه الله) مفهوم التعددية باهتمام بالغ في مختلف مؤلفاته وكتاباته ومحاضراته، حيث قدم رؤية إسلامية أصيلة تنسجم مع الفطرة الانسانية، وتؤكد على احترام التعدد والاختلاف، وتدعو إلى التعايش السلمي بين المذاهب والأديان والثقافات. نهدف في هذا المقال إلى استعراض وتحليل مفهوم التعددية في فكر السيد محمد الشيرازي، من خلال التطرق إلى أبعاده الفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية، والوقوف على المنطلقات التي أسس عليها رؤيته. مفهوم التعددية التعددية (Pluralism) هي مصطلح يشير إلى القبول والاعتراف بوجود تنوع في الآراء والأفكار والمعتقدات والثقافات والمذاهب ضمن مجتمع أو نظام معين، مع الاعتراف بحق هذا التعدد في الوجود، وضرورة التفاعل والتعايش معه بشكل سلمي. تطرح التعددية في سياقات مختلفة، مثل التعددية الدينية، والسياسية، والفكرية، والمذهبية، والعرقية، وهي على النقيض من الأحادية والتفرد أو الإقصاء او التهميش والابعاد، حيث يفترض في التعددية احترام الآخر المختلف وعدم فرض الرأي أو المعتقد الواحد على الجميع. التعددية في المنظور الإسلامي من منظور إسلامي، يمكن القول إن التعددية ليست فكرة غريبة عن الإسلام، بل هي موجودة في صلب تعاليمه، فالقرآن الكريم يؤكد على خلق الله للناس مختلفين، ويقر بحرية العقيدة، ويعترف بوجود أديان وشعوب متعددة، يقول الله تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" (هود: 118) كما يؤكد الباري (عز وجل) على التنوع والتعددية في قولة: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات: 13) ويقول تعالى: "لكم دينكم ولي دين" (الكافرون: 6) إلا أن التحدي يكمن في كيفية تفسير هذه الآيات وتطبيقها في الواقع الاجتماعي والسياسي والديني والمذهبي، حتى لا تحرّف عن سياقاتها الطبيعية، او يستهدفها الافراط والتفريط، ومع كثرة التفسيرات والتجاذبات في حدود وانواع ومفاهيم وابعاد التعددية، برزت الافكار التي طرحها الامام الراحل كمفهوم اسلامي اصيل يراعي التناغم الانساني ويحفظ كرامة الفرد والمجتمع. التعددية في فكر الشيرازي يمثل السيد الشيرازي صوتًا بارزًا في الدفاع عن التعددية داخل المنظومة الإسلامية، وقد قدم رؤية متكاملة تضع التعددية كضرورة عقلية واجتماعية يقرها الشارع المقدس، ويمكن تحليل هذا المفهوم عنده في عدة مستويات: 1. التعددية الدينية والمذهبية: يرى السيد الشيرازي أن الإسلام دين يعترف بالتعددية والتنوع والاختلاف، ويحترم أتباع الأديان الأخرى، فهو لا ينادي بفرض الإسلام بالقوة، ويرفض استخدام العنف والاكراه في قبول الافكار والمعتقدات، بل بالدعوة السلمية والحوار الهادئ والتعايش السلمي، وقد أكد في كتاباته عن آداب الحوار على ضرورة احترام أتباع الديانات الأخرى، خصوصا أهل الكتاب. كما كان من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وأكد على أهمية احترام المذاهب الإسلامية المختلفة، ودعا إلى التفاهم بدل التكفير، والحوار بدل الصراع، وكان يعتبر أن وحدة الأمة لا تعني إلغاء المذاهب، بل تعني تعايشها في ظل الاحترام المتبادل. 2. التعددية السياسية: تبنى الامام الشيرازي في كتابه "السبيل إلى إنهاض المسلمين" نظام الشورى كبديل عن الاستبداد، ورأى أن الإسلام لا يعارض التعددية الحزبية أو السياسية، طالما أن هذه الأحزاب تعمل ضمن إطار سلمي وتحترم القيم الإسلامية العامة، ورفض مبدأ القمع والإقصاء والتسلط. ولا يمكن ضمان التعددية في ظل نظام دكتاتوري مستبد لذلك يحارب الامام الراحل كل اشكال الاستبداد اينما ظهرت من اجل ضمان الاستقامة والحياة الكريمة: "لا دكتاتورية في الإسلام، لا في الحكم ولا في المرجعية الدينية، ولا في الأحزاب والحركات والتنظيمات، فالإسلام دين الحريات والعدالة الاجتماعية". 3. التعددية الفكرية والثقافية: في كتابه "الحرية الاسلامية"، دعا السيد الشيرازي إلى حرية التعبير وحرية التفكير، ورفض الرقابة على الفكر أو الحجر على الآراء المختلفة، حتى وإن خالفته، وكان يرى أن النقد البناء ضروري لتطور الأمة، وأن الاجتهاد لا يجوز أن يتوقف، وكان يرى انه: "من اللازم إطلاق الحريات، وتوفير شرائطها من ناحية، وتحديدها بحدود الصلاح والحكمة، من ناحية أخرى، وهذا هو شأن القيادة الصحيحة للفرد والجماعة، وقد لاحظ الإسلام الناحيتين، ووضع الخطط العامة، للسير بالبشرية نحو التقدم والرقي، بدقة وإتقان". وكان الشيرازي يؤمن إن: "الإنسان مطوي على أكبر قدر من الطاقات الوثابة، فإذا وجد الحرية الكاملة والظروف المناسبة تقدم تقدماً مدهشاً". 4. التعددية الاجتماعية والعرقية: في كتاب "الصياغة الجديدة"، دعا إلى المساواة بين الأعراق والقبائل والشعوب، واعتبر أن الإنسان مكرم بإنسانيته، لا بعرقه أو قوميته، وكان يؤمن أن الإسلام جاء لإزالة الحواجز العنصرية والقبلية حيث قال: "تقوم الأديان السماوية على مصلحة الإنسان، لذلك فإن للأديان وخصوصاً الإسلام القدرة على اقتلاع جذور الأفكار الضيقة المبنية على مصلحة القوم أو الفئة أو العرق أو اللغة أو الجغرافية، وبالدين تكونت أمم عامرة وقامت حضارات زاهرة". المنطلقات الفكرية للتعددية - القرآن الكريم: انطلق السيد الشيرازي في رؤيته من نصوص قرآنية تؤكد على الاختلاف والتنوع كقانون كوني. - السيرة النبوية: استشهد بسيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) في تعامله مع اليهود والمشركين والمنافقين في المدينة، حيث اعتمد أسلوب الحوار والمعاهدات من اجل بناء ثقافة التعددية والتعايش السلمي. - العقل والبرهان: رأى أن العقل يقتضي احترام التعدد وقبول الاخر المختلف، لأن القمع لا يؤدي إلا إلى الفتنة والانفجار، والعنف لا يولد الى المزيد من العنف المقابل. - الواقع الاجتماعي والسياسي: اعتبر أن التعددية أصبحت ضرورة اجتماعية وسياسية في ظل تداخل المجتمعات وتنوعها. تطبيقات التعددية ا. دعوته إلى تأسيس منظمات المجتمع المدني. ب. دعوته إلى إنشاء "مجالس شورى محلية" في البلاد الإسلامية. ج. تبنيه لمبدأ اللاعنف كوسيلة للتغيير السياسي والاجتماعي. د. دعمه للمؤسسات الثقافية التي تنشر الفكر المعتدل وتقبل الحوار. الخاتمة لقد شكل المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي علامة فارقة في الفكر الإسلامي المعاصر، لا سيما في تناوله لمفهوم التعددية بمستوياته المختلفة، وقد استطاع أن يقدم رؤية إسلامية عقلانية وإنسانية للتعدد، تنبع من القرآن والسنة، وتدعو إلى احترام الاختلاف، وتغليب الحوار، وتكريس الشورى، ونبذ الاستبداد والتسلط، ومن هذا الاساس يمكن ذكر جملة من التوصيات التي تسهم في زيادة الوعي الاجتماعي في نشر ثقافة التعددية وتطبيقها: 1. تعزيز ثقافة الحوار بين الاديان السماوية من اجل ضمان تقارب المجتمعات الانسانية، فضلاً عن ترسيخ مبدأ الحوار والتفاهم والانسجام بين المذاهب الإسلامية لتعزيز روح الاخوة الاسلامية. 2. إدراج مفاهيم التعددية السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية ضمن المناهج التعليمية لتنشئة اجيال مؤمنة بأهمية التعددية. 3. دعم الافكار الداعية لنشر الحرية والشورى والتعايش السلمي والايمان بالتعددية والحوار وغيرها من القيم الاسلامية الاصيلة. 4. إنشاء مؤسسات بحثية تعنى بالبحث في مضمار التعددية وتطبيقاتها العملية. 5. نشر مؤلفات الامام الشيرازي المتعلقة بالتعددية بشكل موسع في المكتبات والجامعات. 6. الدعوة الى تعزيز العمل المؤسسي والشوروي في المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية. 7. تشجيع النقاشات الحرة والبناءة في المجتمعات الإسلامية.


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- سياسة
- شبكة النبأ
بين قمتين.. بغداد والرياض
قمة بغداد تسير في خط مختلف لكنها لا تتقاطع بالضرورة مع رؤية الرياض واشنطن، فبغداد، التي لملمت حضوراً عربياً ناضجاً، تريد أن ترسخ لنفسها دوراً جديداً، لم تعد تريد أن تكون على هامش القمم، بل في صُلبها، لم تعد تقبل أن تكون ساحة تصفية حسابات، بل طاولة حوار، العراق... في لحظةٍ فارقة، وبين مدينتين تختزلان الكثير من تاريخ المنطقة، اجتمعت قمتان قد تبدوان منفصلتين في الشكل، لكنهما متصلتان في الجوهر، في الرياض، حيث عاد دونالد ترامب إلى المشهد بلقاءٍ بارزٍ مع القادة الخليجيين، مستحضراً ملامح المرحلة التي أسس لها خلال ولايته الأولى، وفي بغداد، حيث إلتأمت قمةٌ عربيةٌ أرادت أن تقول أن العراق اليوم لم يعد مجرد ساحة نزاع بل بات مساحة لقاء. اللافت في توقيت القمتين أنهما لم تأتيا في ظرفٍ اعتيادي، بل في ظل تشابكٍ إقليميٍ حاد وصعود صراعات النفوذ بين واشنطن وبكين وموسكو، وفي ظل تقاربٍ سعوديٍ-إيراني قد يخفف من حدة المحاور، وانفتاحٍ خليجيٍ- تركي يبدد الجمود الذي خيم لسنوات، فأن يجتمع العرب في بغداد، تزامناً مع رسائل ترامب من الرياض، يعني أننا أمام محاولةٍ جديةٍ لإعادة رسم توازنات المنطقة، لكن بأدواتٍ أكثر نضجاً. ترامب، في زيارته إلى دول الخليج، لم يكن مجرد رئيسٍ أمريكيٍ يؤدي زيارةً اعتيادية، بل بدا كمن يستعيد مشهده الأول الذي ترك أثراً كبيراً في علاقات واشنطن مع دول المنطقة، عاد اليوم إلى الشرق الأوسط حاملاً خطاباً واضحاً يتبنى فيه نهجاً مختلفاً يركز على التعاون الأمني والانفتاح الاقتصادي، بعيداً عن فرض نماذج سياسية معينة، ورغم تغير الوجوه والظروف، إلا أن نبرة ترامب بقيت كما عرفها قادة المنطقة، عقلٌ تجاري، يرحب بالتحولات، وينتقد بعض السياسات الغربية التي لم تُنتج استقراراً في السابق، عودته إلى البيت الأبيض أعادت الزخم لعلاقته القديمة مع المنطقة، وهي علاقةٌ تلقى ترحيباً لدى كثيرين يرون في هذا النهج فرصةً للهدوء وإعادة التوازن في المنطقة الملتهبة. في المقابل، قمة بغداد تسير في خط مختلف لكنها لا تتقاطع بالضرورة مع رؤية الرياض-واشنطن، فبغداد، التي لملمت حضوراً عربياً ناضجاً، تريد أن ترسخ لنفسها دوراً جديداً، لم تعد تريد أن تكون على هامش القمم، بل في صُلبها، لم تعد تقبل أن تكون ساحة تصفية حسابات، بل طاولة حوار، العراق اليوم يطرح نفسه كدولةٍ محورية، لا بوصفه قوة عسكرية، بل كقوة توازنٍ إقليمي، وهذا التوجه يبدو أكثر واقعيةً في ظل نضجٍ سياسيٍ نسبي، وتحسنٍ في العلاقات مع الجوار، واستعدادٌ دوليٌ لقبول العراق كوسيطٍ لا كتابع. القمتان -رغم اختلاف المسار والخطاب- تعكسان شيئاً واحداً، أن المنطقة تتغير، وأن هناك من يُدرك أن استمرار الصراع لم يعد ممكناً، ولا مطلوباً، ما بين مشروع صفقةٍ يعاد تسويقه، ومشروع قمةٍ تُبنى على التوافق، هناك فرصةٌ تاريخيةٌ للعراق أن يتموضع بطريقةٍ ذكية، بعيداً عن الاستقطاب، وقريباً من جميع الأطراف. العراق اليوم ليس أمامه ترف البقاء على الحياد السلبي، ولا خيار الانحياز الكلي، هو في موقعٍ يسمح له أن يكون ميزان التهدئة بدل أن يكون ضحية التصعيد، شرطُ ذلك أن يُحسن إدارة قراره، ويوازن بين مصالحه ومصالح محيطه، ويُعلي من شأن وحدته الوطنية بوصفها قاعدةً للاستقرار. المنطقة لا تبحث عن أبطالٍ جدد، بل عن دولٍ عاقلة، والعراق، إذا أحسن التعامل مع هذه المرحلة، يمكن أن يثبت أنه لم يعد الحلقة الأضعف، بل طرفاً فاعلاً يمكن الاعتماد عليه في المعادلات الإقليمية المقبلة، ما بين الرياض حيث تُرسم صفقات النفوذ، وبغداد حيث تُنسج خيوط التفاهم، هناك مستقبلٌ يُكتب الآن، إما نكون جزءاً منه، أو نبقى على الهامش.


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- سياسة
- شبكة النبأ
هل يستطيع ترامب إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط دون إسرائيل؟
في ظل الغضب المتزايد في واشنطن إزاء عدم توصل إسرائيل لاتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، مثلت جولة ترامب رسالة تجاهل لنتنياهو، ففي رؤية ترامب للدبلوماسية في الشرق الأوسط، وهي رؤية أقل أيديولوجية وتعتمد أكثر على النتائج، لم يعد بإمكان نتنياهو الاعتماد على دعم أمريكي غير مشروط لأجندته اليمينية... تجلت حالة العزلة التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضوح الأسبوع الماضي مع نشر صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يصافح الرئيس السوري أحمد الشرع الذي وصفته إسرائيل بأنه "إرهابي من تنظيم القاعدة يرتدي بدلة". وقال ترامب للصحفيين بعد محادثات مع الشرع يوم الأربعاء في الرياض "إنه يملك الإمكانات. إنه زعيم حقيقي". وجاءت تلك التصريحات خلال اجتماع توسطت فيه السعودية، التي اتفقت مع ترامب خلال الزيارة على عدد من الصفقات في الأسلحة والأعمال والتكنولوجيا. جولة ترامب السريعة التي استمرت أربعة أيام وشملت السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي لم تكن مجرد مشهد دبلوماسي مصحوب باستثمارات ضخمة. وقالت ثلاثة مصادر إقليمية ومصدران غربيان إن الجولة الخليجية همشت إسرائيل وأبرزت ظهور نظام جديد للشرق الأوسط تقوده الدول السنية متجاوزا "محور المقاومة" المنهار التابع لإيران. وفي ظل الغضب المتزايد في واشنطن إزاء عدم توصل إسرائيل لاتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، ذكرت المصادر أن جولة ترامب تمثل رسالة تجاهل لنتنياهو، الحليف المقرب للولايات المتحدة والذي كان أول زعيم أجنبي يزور واشنطن بعد عودة ترامب إلى السلطة في يناير كانون الثاني. وأضافت المصادر أن الرسالة كانت واضحة: ففي رؤية ترامب للدبلوماسية في الشرق الأوسط، وهي رؤية أقل أيديولوجية وتعتمد أكثر على النتائج، لم يعد بإمكان نتنياهو الاعتماد على دعم أمريكي غير مشروط لأجندته اليمينية. وقال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى في إدارة جورج بوش الابن "تشعر هذه الإدارة بالإحباط الشديد من نتنياهو، وهذا الإحباط واضح... إنهم يتعاملون بشكل تجاري للغاية، ونتنياهو لا يقدم لهم أي شيء في الوقت الراهن". وقالت المصادر إن الولايات المتحدة لن تدير ظهرها لإسرائيل، التي لا تزال حليفا قويا للولايات المتحدة وتحظى بدعم قوي من الإدارة الأمريكية والحزبين الجمهوري والديمقراطي. لكن المصادر أضافت أن إدارة ترامب أرادت إيصال رسالة إلى نتنياهو مفادها أن الولايات المتحدة لها مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط ولا تريد منه أن يقف في طريقها. وذكرت مصادر مطلعة أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد ليس فقط بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي قبول وقف إطلاق النار في غزة، بل أيضا بسبب اعتراضه على المحادثات الأمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي. ولم يرد مكتب نتنياهو على طلبات للتعليق. ولم يُصدر المكتب أي تصريحات بشأن زيارة ترامب الخليجية. وأكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن ترامب لا يزال صديقا لإسرائيل. وقال المتحدث باسم المجلس جيمس هيويت "نواصل العمل عن كثب مع حليفتنا إسرائيل لضمان إطلاق سراح باقي الرهائن في غزة وعدم حصول إيران على سلاح نووي أبدا وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط". وذكرت المصادر المطلعة أنه على الرغم من تأكيد مسؤولين في إدارة ترامب علانية على متانة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فإنهم يعبرون في الجلسات المغلقة عن انزعاجهم من رفض نتنياهو مسايرة المواقف الأمريكية بشأن غزة وإيران. وقالت ستة مصادر إقليمية وغربية إن التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل أخذ في التزايد قبل جولة ترامب الخليجية. وبدأ التوتر عندما سافر نتنياهو إلى واشنطن في زيارة ثانية في أبريل نيسان سعيا للحصول على دعم ترامب لشن ضربات عسكرية على المواقع النووية الإيرانية، لكنه فوجئ بتحول الرئيس نحو الخيار الدبلوماسي إذ علم قبل ساعات فقط من اللقاء أن المفاوضات على وشك أن تبدأ. وفي الأسابيع التالية، أعلن ترامب وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن والتقارب مع القيادة الإسلامية الجديدة في سوريا كما تجاوز إسرائيل في زيارته الخليجية، وهو ما يظهر التوتر في العلاقات التقليدية بين الحليفتين، وفقا للمصادر. وقال ديفيد ماكوفسكي، الباحث في معهد واشنطن ومدير مشروع عن العلاقات العربية الإسرائيلية، إن واشنطن وتل أبيب "لا تبدوان على توافق في القضايا الكبرى كما كانتا في المئة يوم الأولى" من رئاسة ترامب. غزة تثبت الانقسام خلال حملته الانتخابية، أوضح ترامب أنه يريد وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن هناك قبل عودته إلى البيت الأبيض. لكن بعد مرور أشهر على رئاسة ترامب، واصل نتنياهو تحدي دعوات وقف إطلاق النار، ووسع نطاق الهجوم، ولم يقدم أي خطة لإنهاء الحرب أو خطة لما بعد الحرب في الصراع المستمر منذ 19 شهرا. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن عدد القتلى في القطاع تجاوز 52900 في الأيام القليلة الماضية. وتبدد أي أمل في استغلال ترامب زيارته للمنطقة لتعزيز صورته كصانع سلام والإعلان عن اتفاق لإنهاء الحرب التي أثارت انقساما مريرا. وبدلا من ذلك، ضاعف نتنياهو، الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في غزة، هدفه المتمثل في سحق حماس. ويخضع نتنياهو للمحاكمة في إسرائيل بتهم الفساد التي ينفيها. وخلال اختتام ترامب زيارته، شنت إسرائيل هجوما جديدا يوم الجمعة على غزة. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل مئات الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية. أما الأولوية الأخرى لترامب، وهي توسيع اتفاقات إبراهيم التي تطبّع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية لتشمل السعودية، فقد عرقلها أيضا تعنت نتنياهو. وأوضحت الرياض أنها لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أن تتوقف الحرب ويصبح هناك مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو. وقال شينكر "ليست لديه استراتيجية، ولا خطة لليوم التالي بشأن غزة". وأضاف "وهو يعترض الطريق". أما علنا، فقد رفض ترامب نفسه أي حديث عن أي خلاف. وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بُثت بعد زيارة الخليج، نفى ترامب أن يكون محبطا من نتنياهو الذي قال عنه إنه يواجه "وضعا صعبا" بسبب الحرب في غزة. لكن ترامب يمضي قدما من دون نتنياهو. وباهتمام بالمصالح الذاتية دون حرج، يقود الرئيس الأمريكي عملية إعادة تنظيم للدبلوماسية الأمريكية تجاه الدول السنية الثرية، التي ترتكز على الرياض الغنية بالنفط. وقال مصدر إقليمي كبير إن زيارة ترامب توجت الدور المؤثر للسعودية بصفتها قائدا للعالم العربي السني. وعلى النقيض من ذلك، فقد أدت سنوات من التجاوزات الإيرانية، والضربات العسكرية الإسرائيلية القوية لحليفتيها حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، إلى تراجع دور طهران بصفتها قوة إقليمية شيعية. وأضاف المصدر "كان لإيران الدور القيادي، والآن دخلت السعودية بأدوات أخرى: الاقتصاد والمال والاستثمار". صعود السُنة رغم أن نتنياهو هو من تصدر المعركة ضد إيران، يتشكل النظام الإقليمي الجديد في الرياض والدوحة وأبوظبي. وتتطلع هذه الدول الخليجية إلى الحصول على أسلحة متطورة لحمايتها من هجمات إيران ووكلائها وكذلك إمكانية الوصول للرقائق الأمريكية المتطورة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ووجدوا شريكا راغبا في رئيس أمريكي يمكن أن تتداخل سياسته الخارجية أحيانا مع المصالح المالية لعائلته. وفي قطر، المحطة الثانية من جولته، جرى تقديم طائرة فاخرة من طراز بوينج 747 لترامب وجرى استقباله بحفاوة تليق بملك. ووسط احتفال فخم ورقصات بالسيف واستعراض للفرسان ومأدبة ملكية، أعلن ترامب أن قطر، التي قدمت دعما ماليا كبيرا لحركة حماس، "تحاول المساعدة بكل تأكيد" في أزمة الرهائن الإسرائيليين. وضرب تصريح ترامب على وتر حساس في القدس، حيث ينظر المسؤولون إلى الدوحة كتهديد استراتيجي يمول أحد ألد أعدائهم. وقال يوئيل جوزانسكي وهو زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب إن العديد من الإسرائيليين "لا يفهمون مدى مركزية قطر بالنسبة للولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنها تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وأضاف جوزانكسي أنه في الوقت الذي تجعل علاقة قطر مع حماس من الأولى تهديدا لإسرائيل، فإن ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي ونفوذها المالي ونفوذها الدبلوماسي حولها إلى حليف لا غنى عنه لواشنطن. وقدر البيت الأبيض أن الجولة إجمالا ضمنت أكثر من تريليوني دولار من الالتزامات الاستثمارية في الاقتصاد الأمريكي، منها طلبيات كبيرة لطائرات بوينج وصفقات لشراء معدات دفاعية أمريكية واتفاقيات لشراء خدمات تكنولوجية. بينما وجد إحصاء أجرته رويترز للصفقات المعلنة أن القيمة الإجمالية تصل لما يقارب 700 مليار دولار. وفي السعودية، وافق ترامب على صفقة أسلحة قياسية بقيمة 142 مليار دولار مع الرياض، مما أجج المخاوف الإسرائيلية من فقدان التفوق الجوي في المنطقة إذا حصلت الرياض على طائرة لوكهيد من طراز إف-35. وفي الوقت نفسه، وفي إعادة تقويم للعلاقات الأمريكية السعودية، عرض ترامب على الرياض مهلة لإقامة علاقات مع إسرائيل، قائلا لحكام السعودية إن بإمكانهم القيام بذلك في الوقت الذي يناسبهم. والآن، يتفاوض ترامب على استثمار نووي مدني تقوده الولايات المتحدة للسعودية، وهي صفقة أخرى تثير قلق إسرائيل. كما دفعت الدول التي تتبع المذهب السني أجندتها الدبلوماسية الخاصة. وجاء إعلان ترامب المفاجئ خلال جولته عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، في تحول اخر كبير في السياسة الأمريكية، بناء على طلب من السعودية ورغم اعتراضات إسرائيل. وحتى ديسمبر كانون الأول، عندما أطاح أحمد الشرع بالرئيس السوري بشار الأسد، رصدت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه. ورحبت دول الخليج بالهدنة التي أعلنها ترامب مع الحوثيين في اليمن، وهم جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة، والتي وضعت حدا لعملية عسكرية أمريكية مكلفة في البحر الأحمر. وجاء هذا الإعلان، الذي أعقب إجراء المحادثات النووية مع إيران، بعد يومين فقط من سقوط صاروخ حوثي على مطار بن جوريون الإسرائيلي. وقال جوزانسكي وهو منسق سابق لشؤون إيران والخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "يزيد موقف إسرائيل أكثر فأكثر كمخربة تقف في طريق ليس فقط الولايات المتحدة بل المجتمع الدولي، إذ تحاول تشكيل المنطقة بشكل مختلف بعد سقوط الأسد وحزب الله وربما إنهاء حرب غزة". إسرائيل مستاءة لكنها تلتزم الصمت والتزمت الحكومة اليمينية في إسرائيل صمتا دبلوماسيا هذا الأسبوع في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة من التصريحات التي هزت افتراضات الإسرائيليين إزاء مكانة بلادهم لدى أهم حلفائها. ويُنظر إلى قرار ترامب تجاوز إسرائيل خلال زيارته الحالية إلى الشرق الأوسط على أنه علامة على تركيز إدارته المتزايد على الصفقات التجارية المربحة مع دول الخليج الثرية، ومنها قطر، التي دأب المسؤولون الإسرائيليون على اتهامها بمساعدة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وكانت إسرائيل حتى قبل بدء الزيارة في حالة توتر بسبب المحادثات الأمريكية مع عدوها اللدود إيران وبسبب قرار ترامب وقف قصف الحوثيين في اليمن، بغض النظر عن تصميم الحركة المتحالفة مع طهران على مواصلة ضرباتها الصاروخية ضد إسرائيل. ووقف المسؤولون الإسرائيليون موقف المتفرج بينما كانت الولايات المتحدة تتفاوض للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة عيدان ألكسندر، وهو آخر المحتجزين الأميركيين في غزة، إلى الوطن. بل إنهم وجدوا أنفسهم منذ ذلك الحين يستمعون إلى ترامب وهو يعلن إنهاء العقوبات على سوريا ويدعو إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق، التي تعدها إسرائيل نظاما جهاديا لا يكاد يخفي وجهه الحقيقي. حتى عندما كان ترامب يتحدث في الرياض ناسبا لنفسه الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صفارات الإنذار كانت تدوي في مناطق بجميع أنحاء إسرائيل ومنها القدس وتل أبيب مع توجه صاروخ من اليمن نحوها. وتجاهل ترامب نفسه أي تلميح إلى أي قطيعة مع إسرائيل، وقال للصحفيين المرافقين له في الخليج إن زيارته ستعود بالنفع في نهاية المطاف على بلد يعتبره حتى الآن من أشد مؤيديه. وقال ترامب 'هذا أمر جيد لإسرائيل، أن تكون لي علاقة بهذا الشكل مع هذه الدول، دول الشرق الأوسط، جميعها…' وفي حين التزمت حكومة نتنياهو اليمينية الصمت إزاء زيارة ترامب، عبرت وسائل إعلام إسرائيلية عن قلقها من أن مكانة البلاد مع أهم حلفائها آخذة في التراجع. وانتقد سياسيون معارضون رئيس الوزراء لسماحه بتهميش إسرائيل بينما يعاد تشكيل تحالفات قديمة. ووجه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي يستعد للعودة إلى الحياة السياسية، اتهاما لاذعا لحكومة نتنياهو، مجسدا بذلك الشعور بالقلق الذي يسيطر على الكثيرين في المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق على إكس "الشرق الأوسط يشهد تغييرات تكتونية أمام أعيننا وأعداؤنا يزدادون قوة، ونتنياهو... وعصابته مشلولين، سلبيين وكأنهم غير موجودين". ولم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن بأي تعليق، باستثناء توجيه الشكر لترامب على مساعدته في إطلاق سراح ألكسندر. لكنه يواجه انطباعا عاما واسع النطاق بأن إسرائيل تخلفت عن الركب لا سيما وأنها تتعرض بالفعل لضغوط دولية بسبب الحرب على غزة التي أعاقت آمالها في تطبيع العلاقات مع السعودية. وكتب يوآف ليمور، المعلق في صحيفة 'يسرائيل هيوم' ذات الميول اليمينية، 'الشرق الأوسط في طور إعادة التشكيل أمام أعيننا من خلال سلسلة من الاتفاقات والاجتماعات، بينما تقف إسرائيل (في أفضل الأحوال) موقف المتفرج'. ترامب يقود التطبيع وبعد إعلان ترامب أنه سيرفع العقوبات عن سوريا التي تسعى لإعادة البناء بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما، التقى الرئيس الأمريكي مع الشرع، الذي بايع ذات يوم تنظيم القاعدة وكان يتزعم جماعة تصفها واشنطن منظمة إرهابية لدى وصوله إلى السلطة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عبر منصة إكس إن ترامب حث الشرع على الانضمام إلى الإمارات والبحرين والمغرب في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار ما يعرف باسم (اتفاقيات إبراهيم) التي أبرمت بوساطة الولايات المتحدة عام 2020. ونقل تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست عن ترامب قوله إنه يعتقد أن سوريا ستنضم في مرحلة ما إلى هذه الاتفاقيات. غزة أمريكية أم اسرائيلية وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه لتقديم المساعدات للفلسطينيين، قائلا إن الناس في غزة يتضورون جوعا، مضيفا أنه يتوقع 'الكثير من الأمور الجيدة' خلال الشهر المقبل. وعندما سئل عما إذا كان يدعم الخطط الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب في غزة، قال ترامب للصحفيين 'أعتقد أن الكثير من الأمور الجيدة ستحدث خلال الشهر المقبل، وسوف نرى. وعلينا أيضا مساعدة الفلسطينيين. فكما تعلمون، يتضور الكثير من الناس في غزة جوعا، لذا علينا أن ننظر إلى كلا الجانبين'. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعتزم شن هجوم موسع ومكثف على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في الوقت الذي وافقت فيه الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطط قد تتضمن الاستيلاء على قطاع غزة بأكمله والسيطرة على المساعدات. وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي حينها إن العملية لن تنطلق قبل أن يختتم ترامب زيارته للشرق الأوسط. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدد رغبته في السيطرة على قطاع غزة، وقال خلال اجتماع أعمال في قطر إن الولايات المتحدة "ستجعله منطقة حرة" وذكر أنه لم يتبق شيء لإنقاذه في الأراضي الفلسطينية. وطرح ترامب فكرته بشأن غزة لأول مرة في فبراير شباط، قائلا إن الولايات المتحدة ستعيد تطوير القطاع وتجبر الفلسطينيين على النزوح إلى أماكن أخرى. وأثارت الخطة تنديدات عالمية، إذ اعتبرها الفلسطينيون والدول العربية والأمم المتحدة تصل إلى حد التطهير العرقي. وقال ترامب، في كلمة أمام مجموعة من المسؤولين وقادة الأعمال في قطر التي تستضيف المكتب السياسي لحماس في الدوحة منذ سنوات، إن لديه "مفاهيم لغزة أعتقد أنها جيدة للغاية: اجعلوها منطقة حرة، ودعوا الولايات المتحدة تتدخل". وأضاف ترامب أنه شاهد "صورا جوية تظهر أنه لا يوجد أي مبنى قائم تقريبا. ليس الأمر وكأنك تحاول إنقاذ شيء ما. لا توجد أي مبان. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول". وتابع "أريد أن أرى غزة منطقة حرة. وإذا لزم الأمر، أعتقد أنني سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة، وجعلتها منطقة حرة. فلتكن هناك أمور جيدة". وكان ترامب قال في وقت سابق بأنه يريد تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- سياسة
- شبكة النبأ
قبلنا قالها المتنبي العظيم
ومع ان العالم غابة، لكن السياسية تحتم عليك التعامل معها، وليس عزل نفسك بما يجعلك هدفا سهلا، فكر كيف تعيد نفسك للغابة لتؤدي دورا فاعلا لنفسك، عليك ان تبدو مثل أهل الغابة، وان مس ذلك بعض ثوابتك، كن مرنا في التعاطي مع الأعداء لكسب الوقت وتجنب ما يحتمل من أخطار، كن واقعيا وغادر الشعارات... رحم الله المتنبي وأسكنه فسيح جناته، فقد أتحفنا بالكثير من الحكم، فهو شاعر الحكمة بلا منازع، البصير في الظلمة، والخبير في صناعة المعاني، والمبتكر لصور لا تخطر لك على بال، فقد خبر عميق الحياة حتى تقول في نفسك: يا لهذه العبقرية الفذة، ففي بيت واحد يختصر لك ما يعادل أياما من الكلام، ومن نكد الدنيا أن ينزوي هذا العظيم الذي لن يتكرر في نهاية زقاق مطل على نهر دجلة وليس في قلب بغداد، زاوية لا يراه فيها الا من يوصفون بالمثقفين الذين يبددون يومهم الاسبوعي في سماع كلمات المجاملة وتقليب الكتب القديمة، والتفرج على المارة، وينتهي بهم المطاف الى تناول وجبة من (الگص) بالشحم الزائد في مطعم الاخلاص. لا أدري ما الذي جعلني أردد في هذا الصباح المبارك الذي تشير اليه الكثير من رسائل الواتساب التي تصلني مع خيوط فجر يوم الجمعة، بيت المتنبي الذي يقول فيه: (ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى… عدوا له ما من صداقته بد)، ربما يأتي ذلك باللاوعي الذي دارت فيه على مدى يومين ماضيين صور الاستقبال الفخم للرئيس ترامب في السعودية وقطر والامارات، مع انهم يعرفون كغيرهم ان ما تمر به الأمة من نكبات، وما تتعرض له أرضنا من احتلال، وما تكابده مجتمعاتنا من تخلف سببه الفاسدون من حكامنا أولا وبعدهم تأتي أمريكا التي تنظر لنا بعيون صهيونية. لذا لابد أن يعم الخراب هذه المنطقة بلدا بعد آخر، ولا يُستثنى منها أحد بضمنها التي استقبلته بالتهليل وحالة الزهو البائنة، وكأن ترامب فضلهم على كل البشرية، وليس للأموال التي يسيل لها كل لعاب، صدقوني ان مكة والمدينة هما الهدف الأخير بعد ان تتساقط البلدان التي يشعرون انها تشكل تهديدا لكيانهم، او التي يمكن لها أن تتعافى في أقصر وقت، وأولها العراق الذي يجب أن يظل عليلا، لا هو بالميت، ولا هو بالصاحي، يجب أن تهدر ثرواته، وتدمر عوامل النهوض فيه ويُسلط الفاسدون عليه. فجميعنا نحن المسلمين هدفا للتدمير، ووصل الدور لايران وبعدها تركيا ومصر وغيرها، حتى وان كانت لحكوماتها راهنا أوثق العلاقات مع الصهاينة، لأنهم يتحسبون للمستقبل، فقد يتوافر لهذه البلدان يوم ما قادة وطنيون يغيرون المعادلات الظالمة، وستذكر الأجيال ما أكتبه جازما. فعندما تتأمل ما يجري تجد ان العالم ليس كما يوصف (أسرة دولية)، بل غابة، قويها يأكل ضعيفها، وغنيها يسحق فقيرها، وان المنظمات المكلفة باشاعة الأمن والسلام، هي كذبة الكبار على الصغار، فلا حق مغتصب يرجع من خلالها، ولا وقفة تصد لظالم متعجرف تتحقق عبرها. ومع ان العالم غابة، لكن السياسية تحتم عليك التعامل معها، وليس عزل نفسك بما يجعلك هدفا سهلا، فكر كيف تعيد نفسك للغابة لتؤدي دورا فاعلا لنفسك، عليك ان تبدو مثل أهل الغابة، وان مس ذلك بعض ثوابتك، كن مرنا في التعاطي مع الأعداء لكسب الوقت وتجنب ما يحتمل من أخطار، كن واقعيا وغادر الشعارات البراقة، فلا جدوى منها، لا تكن واضحا مع الأعداء، عليك بالمراوغة لتحفظ شعبك وعقيدتك وأهدافك، الناس أمانة في عنقك فلا تذهب بهم الى الهاوية، سيأتي اليوم الذي تكون فيه قادرا على أخذ حقك واعادة المجد لأمتك ان كنت قائدا غيورا. فدنيا اليوم نكد، ونكدها يوجب على الأحرار مسايرة الأعداء، فدعونا نتحاور مع وحوش الغابة، فلا سبيل أمامنا سواه، ولا تعيبون علينا دعوة من يوصفون بالاخوان والأصدقاء لبيتنا، وان كنا غير مقتنعين ببعضهم، نعم ما زال دخان المفخخات يزكم انوفنا، وما زال بريق سيوف الارهاب أمام الأنظار، لكن هكذا هي السياسة، وعلينا التكيف مع الغابة الى حين ميسرة.


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- أعمال
- شبكة النبأ
ما زال الفساد يُشكّل عقبةً كبيرة في تحقيق النمو الاقتصادي في العراق
ويعتبرُ وجودُ أجندة شمولية للإصلاح الهيكلي أمرًا ضروريًّا لإطلاق العنان لإمكانات النمو. فالبعثةُ تُقدِّر بأن تنفيذ مجموعة شاملة من الإصلاحات، التي تشمل سوقَ العمل، وتنظيم أنشطة الأعمال، والقطاع المالي والحوكمة، يُمكنها جميعها أن تضاعف نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي المحتمل تحقيقه على المدى المتوسط. وعلى صعيد سوق العمل... اجتمعت بعثةٌ من صندوق النقد الدولي، بقيادة السيد جين-غويلوم بولَيْن، مع السلطات العراقية في عمَّان وبغداد، خلال المدة من 4 إلى 13 مايو/ أيار لإجراء مشاورات المادة الرابعة للعام 2025. وقد تمّ إصدار البيان التالي في نهاية البعثة. يُؤثِّرُ كلٌّ من البيئة العالمية التي تفتقر إلى اليقين إلى حدٍّ كبير، وأسعارِ النفط الآخذة في الانخفاض، والضغوطِ التمويلية الحادة على النشاط الاقتصادي؛ وتُفاقم جميعُ هذه العوامل التحديات التي تواجه العراق حاليا، الأمرُ الذي يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة للمحافظة على الاستقرار المالي والخارجي في هذا البلد. وتشمل هذه التدابير احتواءَ العجز في المالية العامة عن طريق تعبئةِ الإيرادات الضريبية غير النفطية، وكبح جماحِ فاتورة الأجور العامة، واستكمال عملية إعادة هيكلة المصارف المملوكة للدولة، وتعزيز نمو القطاع الخاص، وذلك عن طريق إصلاح سوق العمل، وتحسين بيئة أنشطة الأعمال، وتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد. وبالبناء على التقدم الذي تمّ إحرازه في الآونة الأخيرة، ينبغي على البنك المركزي العراقي مواصلة تحديث النظام المصرفي، ودعم المصارف الخاصة في توسيع نطاق علاقاتها المصرفية مع البنوك المراسلة. التّطوراتُ الاقتصاديةُ الأخيرةُ والتوقُّعاتُ والمخاطر نما القطاعُ غير النفطي بوتيرة أبطأ في العام الماضي، وظلَّ التضخُّم منخفضاَ. فبعد تحقيق نمو قوي جدًّا بنسبة 13.8 في المئة في العام 2023، من المتوقع أن يكون الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للعراق قد تراجع إلى نسبة 2.5 في المئة في العام 2024، بسبب التباطؤ في الاستثمار العام، وفي قطاع الخدمات، فضلًا عن ازدياد الضعف في الميزان التجاري. فما زالت قطاعات الزراعة، والصناعة والتشييد تُحافظ على صمودها في مواجهة التحديات، مستفيدةً من التعافي بعد موجة الجفاف، وزيادة القدرة على تكرير النفط، والنمو القوي في قروض الاسكان. وقد أثَّر انخفاض إنتاج النفط على النمو الكلي، الذي انكمش بنسبة 2.3 في المئة خلال العام. كما انخفض التضخم إلى نسبة 2.7 في المئة بحلول نهاية العام 2024، وسْط انخفاض تضخُّم أسعار المواد الغذائية، وامتصاص السيولة النقدية من قِبَل البنك المركزي العراقي. لقد تراجع الوضع المالي، وتراجعت الأرصدة الخارجية. يُقدَّرُ العجز المالي للعام 2024 بنحو 4.2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، مقارنة بنسبة 1.1 في المئة في العام 2023، مما يعكس حجم الإنفاق الآخذ في الارتفاع على الأجور والرواتب ومشتريات الطاقة. وقد أدّت القيود المفروضة على التمويل إلى عودة نشوء المتأخرات، ولا سيّما في قطاع الطاقة والانفاق الرأسمالي. وعلى الصعيد الخارجي، تقلّص الفائض في الحساب الجاري بشكل حاد من 7.5 في المئة إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، بسبب الارتفاع الكبير في المستوردات من السلع. ومع ذلك، فلا تزال هوامش الأمان الوقائية الخارجية قوية، حيث بلغت الاحتياطيات 100.3 مليار دولار أمريكي في نهاية العام 2024 – أي ما يغطي أكثر من 12 شهرًا من المستوردات. من المتوقع أن يظل النمو غير النفطي ضعيفًا في العام 2025 في خضمّ بيئة عالمية تكتنفها التحديات، والقيود على التمويل. ومن المتوقع أن يتباطأ الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 1 في المئة هذا العام حيث يُثقِلُ انخفاضُ أسعار النفط والقيودُ على التمويل كاهلَ الإنفاق الحكومي ومعنويات المستهلكين. ومن المتوقع أيضًا أن يَضعُفَ الحساب الجاري بشكل كبير في العام 2025، وذلك يرجع بصفة رئيسية إلى عائدات صادرات النفط الآخذة في الانخفاض. كذلك من المتوقع أن يؤثّر تدهور الوضع الخارجي على الاحتياطيات الأجنبية. أولويات السياسات لقد ازدادت مواطن الضعف في العراق في السنوات الأخيرة بسبب التَّوسُّع الكبير في المالية العامة. فإلى جانب التأثير على آفاق النمو الذي يقوده القطاع الخاص، فإن سياسات التوظيف المعمول بها حاليًّا في القطاع العام، وتكاليف الأجور المترتبة عليها غير مستدامة، وذلك نظرًا إلى تدني حجم الوعاء الضريبي غير النفطي لدى العراق. وتبعًا لذلك، فقد تفاقم الاعتماد على عائدات النفط، وازداد سعر برميل النفط المطلوب لتصفير العجز في الموازنة، إلى حوالي 84 دولارًا في العام 2024، مرتفعًا من 54 دولارًا للبرميل في العام 2020. وقد تفاقمت هذه التحديات بسبب التراجع الحاد في أسعار النفط في العام 2025، مما يتطلب استجابة عاجلة على صعيد السياسات. فعلى المدى القصير جدًا، ينبغي للسلطات مراجعة خطط الإنفاق الجاري وخطط الإنفاق الرأسمالي للعام 2025، والحدّ من جميع النفقات غير الأساسية أو تأجيلها. وقد يتوافرُ، في الوقت نفسه، مجالٌ لزيادة الإيرادات غير النفطية عن طريق مراجعة الرسوم الجمركية، إلى جانب فرض ضرائب انتقائية على الاستهلاك أو زيادتها. وينبغي للسلطات أيضا أن تستكشف الخيارات المتاحة لتنويع قاعدة الدائنين من أجل زيادة توافر التمويل. ويجب تجنُّب التمويل النقدي للعجز لأنه يُمكن أن يعمل على زيادة التضخم واستنزاف احتياطيات العملات الأجنبية، وإضعاف الميزانية العمومية للبنك المركزي العراقي. وعلى نطاق أوسع، هناك حاجة إلى ضبط وتصحيح أوضاع المالية العامة، بشكل كبير، وذلك للتخفيف من المخاطر الكلية على المالية العامة، وضمان القدرة على الاستمرار في تحمل الديون، وإعادة بناء هوامش أمان وقائية للمالية العامة. فعلى جانب الإيرادات، وإضافة إلى الرسوم الجمركية والضرائب الانتقائية على الاستهلاك، هناك مجالٌ لإصلاح ضريبة الدخل الشخصي تدريجيًّا عن طريق الحدّ من الإعفاءات، وزيادة النسب الضريبية. ومن الضروري تعزيز الإدارة الضريبية، وذلك من خلال التَّحوُّل إلى استخدام التكنولوجية الرّقمية، وتحسين إنفاذ القوانين، وزيادة التحصيل/الجباية. وينبغي للإدارة الضريبية، الأكثرُ فعَّالية، أن تفسحَ المجالَ أمام العمل بنظام ضريبة المبيعات العامة في نهاية المطاف. أما على جانب الإنفاق، فإن كبح النفقات الجارية، لا سيّما من خلال الإصلاحات الشاملة لفاتورة الأجور، والحد من التوظيف الإلزامي، واعتماد قاعدة التَّناقص الطبيعي في عدد موظفي القطاع العام، من شأنها كلها أن تُحقّق وفورات كبيرة. إننا نرحّب بالجهود التي بذلت مؤخَّرًا من ناحية الاستهداف في نظام التوزيع العام، على نحوٍ أفضل، ولكن هناك مجال للمزيد من التّحسين في طُرق الاستهداف، والتَّحوُّل في نهاية المطاف إلى شبكات الأمان الاجتماعي القائمة على السيولة النقدية. وأخيرًا، فإنّ إصلاح نظام التقاعد العام يعتبرُ حاجةً مُلحَّةً، وهذا يتمُّ من خلال رفع سنّ التقاعد. كما أن الحاجة تقتضي خفضَ معدلات المبالغ المستحقة، بهدف تعزيز استدامة هذا النظام. ومن شأن تنفيذ هذه الإصلاحات أيضا أن يُوفر حيِّزًا ماليا لزيادة الإنفاق الرأسمالي. إذ ينبغي لتوسيع الاستثمار غير النفطي، لا سيّما في البنية التحتية للتجارة والنقل، أن يُساعد على التنويع الاقتصادي. وتقتضي الحاجةُ أيضًا تنفيذ استثمارات جوهرية لتحديث قطاع الكهرباء، وتنمية موارد الغاز الطبيعي؛ فكلاهما ضروري لتحسين أمن الطاقة وتقليص الاعتماد على الغاز المستورد. ومن شأن تحسين المشتريات وإدارة الأموال العامة للدولة، ومكافحة الفساد أن تعمل كلها على تعزيز فعّالية أي استثمار عام إضافي. كذلك تقتضي الحاجة بذل المزيد من الجهود للتخلُّص من فائض السيولة من أجل تحسين انتقال آثار التغييرات في السياسة النقدية. ففي حين أحرز البنك المركزي العراقي تقدُّمًا على صعيد امتصاص فائض السيولة، فإن من شأن التعديلات الإضافية أن تعزّز فعالية هذا الإطار. وتشمل التدابير الرئيسية، على هذا الصعيد، زيادة إصدار الأُذونات من البنك المركزي العراقي، مع التركيز على الأُذونات ذوات الاستحقاق القصير الأجل (14 يومًا) بسعر الفائدة الأساسي على أدوات السياسة النقدية، وتعديل الحدود المُقيِّدة لأحجام العروض المقدّمة من فرادى البنوك، وتحسين أدوات وممارسات التنبؤ بالسيولة النقدية. ولأجل قيام البنك المركزي العراقي بحماية ميزانيته العمومية والمحافظة على المصداقية، يجب على البنك الاستمرار في تفادي تمويل العجز لدى الحكومة. لقد أَثنت البعثةُ على جهود البنك المركزي العراقي للتَّحوُّل بنجاح إلى نظام تمويل التجارة الجديد. فالمصارف التجارية تقوم الآن بمعالجة معاملات تمويل التجارة بالكامل من خلال علاقاتها مع البنوك المراسلة. فقد عملت هذه الجهود أيضًا على دعم الانخفاض الأخير في الفارق بين أسعار الصرف الرسمية وأسعار الصرف الموازية. ومع ذلك، فهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحد من هذا الفارق، بما في ذلك عن طريق فرض استخدام الدينار العراقي في تنفيذ معاملات السيارات والعقارات، وتحسين الضوابط الجمركية للحد من التهريب، وتبسيط الحصول على العملات الأجنبية. ومع أنّ الخطوات الأولية لإصلاح المصارف المملوكة للدولة مشجّعة، إلا أن الحاجة تقتضي بذل جهود أوسع نطاقًا لتعزيز القطاع المالي؛ إذ ينبغي الانتهاءُ من خطة إعادة هيكلة المصارف المملوكة للدولة دون تأخير، وذلك يشمل معالجة القروض المتعثرة وتعزيز رأسمال المصارف. وبالتوازي مع ذلك، فقد رحّبت البعثةُ بالتقدم المُحرَز على صعيد استخدام التكنولوجية الرّقمية، وعزم السلطات العراقية على إجراء إصلاح شامل للقطاع المصرفي. وينبغي أن تشمل الإصلاحات تعزيز الحوكمة المؤسسية، والبنية التحتية الرقمية، والأمن السيبراني، مع تعزيز قيام المصارف الخاصة بدور أقوى ممّا تقوم به حاليًا. وينبغي مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز تدابير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من خلال معالجة أوجه القصور المُحدَّدة في تقرير التقييم المشترك لفرقة العمل للإجراءات المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا فاتف). ولا تزالُ عواملُ النقصُ المُزمنُ في توافر الطاقة، والفقدُ في قطاع الكهرباء، والدعم المفرط للتعرفة الكهربائية تُؤثّر كلها على الاقتصاد. فمعالجةُ أوجه القصور في قطاع الكهرباء أمرٌ مهمٌّ لاستدامة المالية العامة ولتحسين الإنتاجية. ففي العام 2024، بلغت نسبة الفقد في عمليات توزيع الكهرباء 55 في المئة، مدفوعةً بالسّرقات والتوصيلات غير القانونية، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة. وتقوم السلطات في الوقت الحاضر بنشر عدَّادات ذكية، وقد وضعت موضع التنفيذ تدابير أخرى لتعزيز عمليات الفوترة والجباية. ومع ذلك، ينبغي تسريع عجلة إحراز التقدُّم. فبمجرَّد تحسين الجباية بشكل جوهري، فإن تحقيق استرداد التكاليف سوف يتطلّب أيضًا زيادات في تعريفة الكهرباء، مع تقديم الإعانات المعايرة بعناية، والموجَّهة إلى المستخدمين ذوي الدخل المنخفض. وتُؤكد الاضطرابات الأخيرة في كميات الكهرباء المستوردة من إيران، الحاجة إلى تنويع الإمدادات وتطوير مشاريع الغاز. إنّ مكافحةَ الفساد ونقاط الضعف في الحوكمة أمرٌ لا مفرَّ منه، وذلك لأجل دعم التنمية الاقتصادية. وتُعَدُّ الخطواتُ المتخذة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ورفع كفاءتها، والتحسيناتُ في المؤشرات/الأرقام القياسية لإدراك الفساد تطوراتٍ إيجابية في هذا المجال. ومع ذلك، فما زال الفساد يُشكّل عقبةً كبيرة في تحقيق النمو. ويُعتبر تعزيزُ أُطر المساءلة لتشغيل الشركات المملوكة للدولة، والشركات الخاصة في قطاعات النفط والكهرباء والتشييد أمرًا بالغ الأهمية، ويجب إعطاء الأولوية للامتثال الشامل لمعايير مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية، وسنّ قانون الشفافية والحصول على المعلومات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مواءمةَ الأُطر القانونية لمكافحة الفساد مع المواثيق الدولية والممارسات الفُضلى، وتعزيزَ استقلال القضاء مسألتان أساسيتان للإنفاذ الفعَّال للقوانين، ولحماية الحقوق الاقتصادية. ويعتبرُ وجودُ أجندة شمولية للإصلاح الهيكلي أمرًا ضروريًّا لإطلاق العنان لإمكانات النمو. فالبعثةُ تُقدِّر بأن تنفيذ مجموعة شاملة من الإصلاحات، التي تشمل سوقَ العمل، وتنظيم أنشطة الأعمال، والقطاع المالي والحوكمة، يُمكنها جميعها أن تضاعف نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي المحتمل تحقيقه على المدى المتوسط. وعلى صعيد سوق العمل، تشمل الأولويات زيادة المشاركة في القوى العاملة، لا سيما بين النساء، من خلال تحسين تعليم المرأة، والمساهمة الأكبر في رفع الحواجز التي تحول دون ممارستها العمل وقدرتها على الحركة والتَّنقُّل، وإصلاح التوظيف في القطاع العام؛ فكلُّ هذه العوامل تُؤدّي إلى تشويه أسواق العمل وتقليل الإنتاجية. وينبغي تعزيز الجهود لمواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل. وبشكل أكثر عمومية، فإن تبسيط اللوائح/الأنظمة والحد من المعوّقات البيروقراطية في تسجيل أنشطة الأعمال، أو إدارة الضرائب، على سبيل المثال، من شأنه أن يزيد من المشاركة في الاقتصاد الرسمي/النظامي، ويساعد على تنمية القطاع الخاص. والجدير بالذكر ان البيان الختامي يصفُ الاستنتاجات المبدئية التي يخلُص إليها خبراء صندوق النقد الدولي في ختام زيارة (أو "بعثة") رسمية تتم إلى بلد عضو في معظم الحالات. وتُوفَد البعثاتُ كجزء من المشاورات المنتظمة (السنوية في العادة) بمقتضى المادة الرابعة من اتفاقية تأسيس الصندوق، في سياق طلب من البلد العضو لاستخدام موارد الصندوق (الاقتراض منه)، كجزء من المناقشات بشأن البرامج التي يتابعها خبراء الصندوق، أو في إطار ما يجريه الخبراء من عمليات متابعة أخرى للتطورات الاقتصادية. لقد وافقت السلطات العراقية على نشر هذا البيان، وتُعبّر الآراء الواردة فيه عن وجهات نظر خبراء الصندوق، وهي لا تمثل بالضرورة آراء مجلسه التنفيذي. وبناءً على الاستنتاجات الأولية التي خلُصت إليها هذه البعثة، سيقوم خبراء الصندوق بإعداد تقرير يُقدَّم إلى المجلس التنفيذي، بعد موافقة الإدارة العليا للصندوق، للمناقشة واتخاذ القرار. كيف يقدم الصندوق المشورة بشأن السياسات؟ إحدى مسؤوليات الصندوق الرئيسية هي متابعة السياسات الاقتصادية والمالية في البلدان الأعضاء وإسداء المشورة لها بشأن السياسات، ويُعرف هذا النشاط بأنه الرقابة. وفي سياق هذه العملية، التي تُجرى على المستويين العالمي والإقليمي، يرصد الصندوق المخاطر المحتملة ويوصي بما يلزم من تعديلات ملائمة في السياسات للحفاظ على النمو الاقتصادي وتعزيز الاستقرار المالي. وتركز أعمال المتابعة التي يقوم بها الصندوق على الرقابة على البلدان الأعضاء المنفردة أو الرقابة الثنائية، وعلى الاقتصاد العالمي أو الرقابة متعددة الأطراف. عادة ما تنطوي متابعة الصندوق على زيارات سنوية للبلدان الأعضاء. وأثناء هذه الزيارات يعقد خبراء الصندوق مناقشات مع المسؤولين في الحكومات والبنوك المركزية حول المخاطر التي يتعرض لها الاستقرار الداخلي والعالمي، وكذلك السياسات والإصلاحات الكفيلة بمعالجتها. وتركز هذه المناقشات على أسعار الصرف والسياسات النقدية والمالية وسياسات المالية العامة، وكذلك الإصلاحات الهيكلية. وتمتد المناقشات كذلك لتغطي التطورات في مجالات أخرى حيوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي، مثل تغير المناخ أو التحول الرقمي. وعادة ما يلتقي خبراء الصندوق مع أعضاء الأجهزة التشريعية وممثلي قطاعات الأعمال والنقابات العمالية والمجتمع المدني. وتؤدي هذه المناقشات الشاملة مع قطاع واسع من المجموعات المعنية إلى تقييمات أفضل للسياسات الاقتصادية وآفاق الاقتصاد المتوقعة في البلد العضو. وعند استكمال خبراء الصندوق لعملية التقييم، يقدمون تقريرا إلى المجلس التنفيذي لمناقشته. ثم تُنقَل آراء المجلس بشأن التقرير إلى سلطات البلد العضو ختاماً لعملية تعرف باسم مشاورات المادة الرابعة. ودعما للشفافية، ينشر معظم البلدان الأعضاء تقرير خبراء الصندوق والتحليل المصاحب له، وكذلك آراء المجلس التنفيذي للصندوق في بيان عام.